Thank you! Your submission has been received!
Oops! Something went wrong while submitting the form
صالات العرض الدائمة في المتحف
يتم تنظيم المعرض في مختلف صالات العرض وفقًا للترتيب الزمني. يحصل المتجول في الصالات على صورة فريدة من نوعها تطورت منذ فجر الإسلام في القرن السابع إلى حقبة تفكك الإمبراطورية العثمانية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. تظهر مختلف المعروضات مجموعة الإمكانيات، وتنوع الأساليب المميزة لكل سلالة حاكمة. ويغطي المعرض الفترة الأموية، والعباسية، والسامانية، والفاطمية، والسلجوقية، والمملوكية، والمغولية، والتيمورية، والعثمانية. كل فترة وثقافتها المادية وقصة واحدة تجمعها جميعها.
الطابق الأرضي
مجموعة الساعات
طابق المدخل
قصة الإسلام
الفنون في الحقبة الأولى
الفنون في العصور الوسطى
الطابق العلوي
الفنون الإيرانية المتأخرة
الفنون العثمانية
الفنون المغولية
القصة من وراء الفن
تحكي لنا الثقافة المادّيّة قصّة البلدان والشعوب. مجموعات المعرض الدائم في متحف الفنّ الإسلاميّ الذي يحتلّ ستّ صالات عرض، تمنح الزائر نظرة واسعة على الفنّ الذي تطوّر في الحضارة العظيمة التي نمت وترعرعت في ظلّ وتحت سقف الدين الإسلاميّ في بلدان كثيرة، وعند شعوب لا تُعدّ ولا تحصى، منذ القرن السابع وحتّى القرن الـ 19.
رفرفة أجنحة التاريخ التي ملأت سماء شبه الجزيرة العربيّة في القرن السابع الميلاديّ مع نزول الوحيّ على النبيّ محمّد ﷺ، كانت البشرى بميلاد وازدهار الدين الجديد، والفنّ الجديد- الفنّ الإسلاميّ. الإمبراطوريّتان القديمتان البيزنطيّة والفارسيّة انهارتا بعد سلسلة من المعارك التي انتصر فيها العرب. امتدّت الفتوحات الإسلاميّة بسرعة وتوسّعت معها حدود الإمبراطوريّة الإسلاميّة، حتّى شملت بالإضافة إلى شبه الجزيرة العربيّة كلًّا من سوريا ومصر وفارس ومسوبوتاميا (بلاد ما بين النهرين)، تركيا، الهند، أفغانستان، وحتّى إسبانيا (الأندلس)، استمرّت في الحكم مدّة 1200 سنة (حتّى سقوط الدولة العثمانيّة).
من الجدير بالذكر أنّ العرب لم يحتفلوا بانتصاراتهم عن طريق إبادة الشعوب التي غلبوها، كما لم يُتلفوا أو يدمّروا معابدهم أو أدواتهم. وقد أفلحوا في تبنّي معارفهم وريشاتهم وتقنيّاتهم المحلّيّة، الألوان، الزخارف، وحكمة شعوب البلدان التي فتحوها. لقد تعلّم الفنّانون الجدد بكلّ تواضع وبصدق التقاليد المحلّيّة القديمة التي أبصرتها عيونهم وكانت مصدر إيحاء لهم. فقد قلّدوا أعمال الخزف، الزجاج، الحليّ وغيرها من الأدوات والأواني إلى حدّ معيّن. في المنتَجات التي صنعتها أياديهم ذوّتوا التقاليد المحلّيّة وأضافوا إليها علامات فارقة من سماتهم الخاصّة. وهكذا، وبشكل تدريجيّ، تطوّر أسلوب جديد. بهذه الطريقة أخذت الثقافة الإسلاميّة من تراث العالم القديم، وفي الوقت نفسه تطوّرت إلى ثقافة متألّقة قائمة بحدّ ذاتها بمميّزاتها الإسلاميّة. وسيكون من العدل، إذا كان في التاريخ عدل، أن يصبح الفنّ الإسلاميّ، عندما يحين وقته، مصدر إيحاء وتأثير في الثقافة الغربيّة المتجدّدة.
يُسلّط المعرض الدائم الضوء على مواضيع كثيرة ومنها: انتشار الإسلام والتطوّر التكنولوجيّ والثقافيّ للحضارة الإسلاميّة، الفنّ الإسلاميّ، فنّ الخطّ العربيّ، مبادئ الدين الإسلاميّ ومركزيّة القرآن الكريم.
حوالي الربع فقط من مجموعات الفنّ والآثار الخاصّة بمتحف الفنّ الإسلاميّ معروضة في صالات عرض. المجموعة كلّها والتي يصل عددها إلى 4000 قطعة للاستعمال اليوميّ – خزف، أدوات معدنيّة وزجاجيّة – إلى جانب تُحف ونفائس، مثل: الحليّ، السجّاد، المنمنمات، الأسلحة وغيرها. في مجموعة أوراق المصاحف القديمة، يمكن مشاهدة أعمال فنّيّة رائعة في إطار فنّ الخطّ العربيّ. هذه كلّها تعبّر عن عدّة أساليب موزّعة بحسب الفترات التاريخيّة، ومع ذلك لكلّها ملامح مميّزة مشتركة.
من جهة أخرى يعتبر الغنى في الأغراض دليلًا على حسّ جماليّ متطوّر وعلى القدرات الفنّيّة والتقنيّة المتطوّرة للفنّانين المسلمين الذين عملوا ضمن إطار قيود دينيّة كثيرة. الفنّ الإسلاميّ لا يخلو تمامًا من رسوم الوجه البشريّ. لا يَرِد في القرآن الكريم نصّ صريح يمنع رسم أو نحت أو تصوير الأشخاص أو الحيوانات. ولذلك، نجد لهذه الشخصيّات تمثيلًا في المخطوطات وعلى الأدوات (ما دامت غير مخصّصة للاستعمال في المساجد أو للاستعمال الدينيّ). رسوم الأشخاص أو الوجوه منتشرة في الأساس في المخطوطات غير الدينيّة. كما أنّ الفنّ الإسلاميّ لا يمتاز بالفخامة والأبّهة. عندما أراد المسلمون تفخيم فنّهم، أدخلوا إلى الأدوات المعدنيّة خيوطًا من الذهب أو الفضّة، كما أدخلوها في المنسوجات، وزخرفوا بلون لامع معدنيّ بلاطات الخزف والزجاج وذهّبوا الأدوات من المينا المُزجّج.
ما يميّز الفنّ الإسلاميّ يتمثّل أيضًا في فنّ الخطّ العربيّ الأمر الذي يعبّر عن رفعة مكانة القرآن الكريم ولغته ومميّزات الخطّ. الموتيڤات وأنواع الخطّ العربيّ، يتمثّلان في زخرفة المباني والأدوات والمنسوجات.
مجموعة الباحث في الإسلام ب. ليون آريه ماير والذي يحمل المتحف اسمه، كانت هي القاعدة الأساسيّة للمجموعة الفنّيّة الخاصّة بالمتحف. ولكنّها كانت البداية فقط. الجمع الأكثر منهجيّةً قام به ب. ريتشارد آتينچهاوزن، مؤرّخ ومتخصّص في الفنّ الإسلاميّ، هو الذي كُلّف بعمليّة إنشاء المجموعة وتوسيعها.