Thank you! Your submission has been received!
Oops! Something went wrong while submitting the form
دور غيز
رجل أوروبا المريض:
الملحِّن
يقدِّم معرض دور غيز الشخصي في متحف الفن الإسلامي الجزء الثالث من مشروع «رجل أوروبا المريض»، الذي سبق أن عُرضَت أجزاؤه الأخرى في عدد من المتاحف العالمية. تعود تسمية المشروع إلى المصطلح الذي راج في أواخرَ القرن ال-19 كتسمية للإمبراطورية العثمانية المحتضِرة والمتفكِّكة. يستخدم غيز هذا المصطلح ليعاين التاريخ الثقافي والوطني لعدد من الدول التي نشأت بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية من خلال حكايات شخصية لمبدعين ومفكّرين توقّفوا عن الإبداع في أعقاب أحداث صادمة واجهها شعبهم. نظرة غيز إلى الفن المعماري والتلحين والتصوير والسيراميك الأرمني كصورة فوتوچرافيّة سلبية، تحوِّل المعرضَ كلّه إلى نموذج عن حكاية الأرمن كأقلية في الإمبراطورية العثمانية، وكشكل داخلَ شكل وفضاء داخل فضاء.
يتوقّف غيز في معرضه هذا عند قصة ملحّن أرمني اسمه هاچُوپ طُردت عائلته من مدينة كوتاهْيَه إلى القدس في أيام المجزرة التي تعرّض لها الأرمن إبّان الحرب العالمية الأولى. إلى جانب أعمال غيز افتُتح معرض لأعمال من السيراميك تعود للمتحف صُنعَت في مدينتَي إزنيق وكوتاهْيَه، وهما مدينتان معروفتان في العالم كمركزَين لصناعة السيراميك الأرمني. قام غيز بالبحث عن قطع السيراميك في المتحف، وهو يعرضها إلى جانب سِجِلٍّ تابع لأرشيف المتحف يصنّف القطع كلها كأعمال تركية. نشاهد في عمل الڤيديو الذي يضمه المعرض غيز وقد انضم إلى الملحّن الأرمني هاچوپ أثناء قيامه بزيارته الأولى إلى المواقع المقدّسة في أرمينيا المعاصرة. يتناول الملحّن في هذا العمل الصلةَ القائمة بين فعل التلحين ومَشاهِد أرمينيا، ويصرّ على أن موسيقاه عن أرمينيا لن تُستكمَل قبل زيارته تلك الأماكن. أثناء السفر إلى المواقع المقدّسة يُسمَع حوار بين ملحّنَين أرمينيَين معروفَين من مطلع القرن الماضي (كوميتاس وسوني) ويقارنان فعل التلحين بفعل الترحال، مشيرَين إلى العلاقة بين فن التلحين وتضاريس أرمينيا. تَعْطف عملَ الفيديو من الجانبين مجموعةُ علب النور [التي تبدو للوهلة الأولى شبيهة بزينة مستلهَمة من قطع السيراميك المصوَّر المعروضة في مدخل المعرض، لكن إن تمعنّا فيها نكتشف أنها خططٌ معمارية (بنظرة من الأعلى) لكنائس أرمنية تتميّز بشكل خارجي يختلف عن داخلها. هيكل الأعمال الذي يختتم المعرض – مجموعة واجهات تتضمّن طباعةً مأخوذة من شرائح زجاجية، يكشف أشكالا تظهر في عمل الفيديو كصور فوتوچرافية سلبية. أُعِدَّت الشرائح الزجاجية لأهداف تعليمية في أوروبا، وهي توثّق الجيش التركي إبّان الحرب العالمية الأولى. الشكل رقم 3 من الشرائح يُظهِر قائد الجيش التركي أنور باشا الذي شارك في المجزرة ضد الأرمن.
أقام دور غيز (وهو من مواليد القدس) أكثر من 30 معرضا شخصيا في متاحف وفضاءاتِ عرضٍ في البلاد وخارجها، منها: متحف الفنون المعاصرة، دِطرويت (MOCAD)، المركز للفنون المعاصرة تل أبيب، معهد الفنون المعاصرة، لندن (ICA)، متحف رُوز، بوسطون، آرْط سْپيس، سان أنطونيو، حُجَر الموزايكا، لندن، KW معهد للفنون المعاصرة، برلين، متحف تل أبيب للفنون ومتحف پيتح تيكڤا للفنون. علاوة على ذلك، اشترك غيز في معارض جماعية وبيناليات عدة منها: البيناليا للفيديو في ساو پاولو (فيديو البرازيل)؛ Palais de Tokyo، باريس؛ متحف متروپوليتِن للتصوير، طوكيو؛ متحف MAXXI، روما معهد الفنون المعاصرة، كليڤلاند؛ ومتحف الفنون الحديثة في بوينس آيرس. في عام 2014 اختير غيز لرئاسة قسم التصوير في بتسالئيل - أكاديمية الفنون والتصميم، القدس.
من المقرَّر أن ينتقل معرض «الملحّن» من متحف الفن الإسلامي إلى مركز Kayu للفنون في بالي، إندونيسيا وإلى مركز DEPO للفنون في إسطنبول. وقد صدر تمهيدًا للمعرض كتالوچ يختتم الفصول الثلاثة الأولى من المشروع بشراكة 13 هيئة محلية وعالمية. تجدر الإشارة إلى أن المشروع يتلقّى رعاية كل من مفعال هپايس، ومن معمل التصوير.