Thank you! Your submission has been received!
Oops! Something went wrong while submitting the form
السلجوقيّون هم سلالة تركيّة هاجرت إلى إيران واستولت عليها وعلى انطاليا في القرن الـ 11. مع وصول السلاجقة إلى الحكم سمع صوت ضربات الشواكيش وحملة بناء عظيمة بدأت في جميع أرجاء المملكة.
بالإضافة إلى فنّ التصميم المعماري كانت صناعة الخزف هي الفنّ السائد. وقد امتازت بتعدد الألوان والطلاء اللامع واذي تحسن كثيرًا مع الوقت. في هذه الفترة تركّز الفنّ في مدينتي كاشان والريّ. من المدينة الأولى بقيت بلاطات سيراميك لامعة استعملت لتغطية واجهات المؤسّسات العامّة زخرفت بصور آدميّة أو حيوانيّة وبلاط للمساجد زخرفت بأشكال هندسيّة أو كتابات فنيّة بالخطّ العربيّ.
أمّا الخزّافون في مدينة الريّ فقد تعلّموا من زملائهم المصريّين الذين هاجروا إلى إيران إنتاج مادّة اصطناعيّة من خليط من الكوارتز والزجاج الذي قوّى وزاد لمعان تزجيج الأواني. كما تعلّموا أن يرسموا تحت التزجيج رسومات بلاط صيد، وزخارف أرابيسكات أو حيوانات مصنوعة مع لمعان على خلفيّة بيضاء.
مجموعة إضافيّة من الأواني من القرنين الـ 12 والـ 13زُجِّجت باللون الأزرق أو التوركيز (الفيروز) – الأبيض وزخرفت بالحفر والنقش. في القرن الـ 12 تطوّرت وتحسّنت كثيرًا الأواني البرونزيّة والنحاسيّة بواسطة ترصيعها بالفضّة. الفنانون السلجوقيّون سمحوا لأنفسهم بأن ينتجوا تماثيل برونزيّة وخزفيّة صغيرة بغطاء أغراض أو أوانٍ عمليّة كأواني بخور (مباخر) وكأوعية لأغراض أخرى.
في القرن الـ 13، استولى المماليك (1517-1250) – عبيد أتراك – على الحكم في مصر وسوريا واحتلّوا محلّ الأيوبيّين الذين حكموا مصر وسوريا. خلال سنوات حكمهم تمكّن حكام المماليك البواسل من الوقوف في وجه محاولات المغول لاحتلال أجزاء من العالم الإسلاميّ وقد انتهى حكمهم عندما نجح العثمانيّون في احتلال مصر.
في العصر المملوكيّ كانت مصر مركزًا مهمًّا للفنّ. تبنّى فنّانو المعادن المصريّون تقاليد قديمة من سوريا وإيران للترصيع بالبرونز (الفليز) ولكنّهم سرعان ما طوّروا أسلوبًا خاصًّا بهم. الأواني وبضمنها الصحون، والأطباق والصواني والشمعدانات والمباخر الرائعة استقت أسلوب زخرفتها من مصادر منها الفنّ المنغوليّ وفنّ الشرق الأقصى. هذه الزخرفة تشمل أرابيسكات متقنة وكتابات زادها بهاء وفخامة ترصيعها بالذهب والفضّة.
في العصر المملوكيّ تبرز أيضًا تقنيّة الزخرفة بالمينا الملوّن وتذهيب الأواني الزجاجيّة. أجمل هذه المنتجات كانت قناديل للإضاءة صنعت خصيصًا للمساجد. شملت الزخارف أربيسكات، فنّ الخط العربيّ، شخصيات آدميّة، مشاهد لحفلات شرب وصيد.
فنون الخطّ ازدهرت أيضًا في مصر وسوريا. بأمر من السلاطين تمّ نسخ وزخرفة وترقين مصاحف بالإضافة إلى مخطوطات علميّة وأدبيّة. في الصور توجد اسس إيرانيّة كلاسيكيّة، ولكنها متأثّرة أيضًا بموتيڤات من الشرق الأقصى.
أنهى الاحتلال المنغوليّ الخلافة العبّاسيّة الضعيفة. في سنة 1207 وبقيادة جنكيز خان تمّ توحيد القبائل المنغوليّة التي أخذت تحتلّ مساحات واسعة في آسيا وأوروبّا وهي تدمّر كلّ ما في طريقها. في منتصف القرن الـ 13 وصل المغول إلى إيران وإلى العراق وفي سنة 1258 احتلّوا بغداد عاصمة الخلافة. وفي اواخر القرن الـ 13 دخل المغول في الإسلام. وقد حوّلوا حيّز حكمهم إلى منطقة تجارة حرّة في جميع أرجاء آسيا من البحر الأبيض المتوسّط وحتى شواطئ الصين.
تأثّر سلاطين المغول (1258 - 1336) بالسلاجقة فأقاموا المباني الفاخرة. كذلك في صناعة الخزف تابعوا التقاليد السلجوقيّة وبشكل خاصّ صناعة الأواني المعدنيّة اللامعة. تأثّرت الأواني المعدنيّة بموتيفات الشرق الأقصى. تأثير منطقة التجارة الحرّة أدّت إلى تأثير صينيّ كبير في المخطوطات المنغوليّة التي كانت ذات جودة عالية. امتاز الرسم بتعبير أصليّ وأسلوب واقعيّ وبقدرة عالية على الاختراع والخيال.
وصل الفنّ الإسلاميّ أوجه في إيران تحت سلطة السلاجقة (1055 - 1258) - سلالة تركيّة هاجرت إلى إيران واستولت عليها وعلى انطاليا في القرن الـ 11