Thank you! Your submission has been received!
Oops! Something went wrong while submitting the form
امتدّت الإمبراطوريّة العثمانيّة في أوجها من العراق في الشرق وحتّى فيينا في الغرب وشمال أفريقيا في الجنوب. كانت بدايتها عندما نجح الأراك العثمانيّون في التغلُّب على الإمبراطوريّة البيزنطيّة واحتلال عاصمتها القسطنطينيّة وتحويل اسمها إلى اسطنبول. تحوّلت العاصمة إلى مركز ثقافيّ ومعماريّ وفنّيّ. حتّى منتصف القرن الـ 17 كان السلاطين الأتراك مناصرين متحمّسين للفنّ وللعمارة.
تأثّر فنّانو الإمبراطوريّة في البداية من التقاليد المحلّيّة، بالإضافة إلى التقاليد الصينيّة والإيرانيّة. في القرن الـ 16 تطوّر مستودع جديد من موتيفات الزخرفة (إلى جانب الموتيفات القديمة الأرابيسك، غصون العنب والأزهار والطيور) على شكل أوراق شجر وبتأثيرات صينيّة – بوذيّة. قبيل نهاية القرن الـ 17 تسلّلت إلى الفنّ العثماني تأثيرات أوروبيّة حيث تطوّر فيه أسلوب سُمّي "روكوكو تركيّ".
كانت مدينة إيزنيق مركز الخزافة العثمانيّة منذ أواخر القرن الـ 15 وحتّى الربع الأوّل من القرن الـ 16. في البداية ازدهر فيها أسلوب الخزف المزخرف بالألوان الأزرق والأبيض مليئة بالزخارف المتأثّرة بالموتيفات الصينيّة - أزهار النيلوفر، غيوم وأرابيسكات. في القرن الـ 16 تطوّرت سلسلة أدوات/ أوانٍ سمّيت "أواني دمشق" أضيف إليها اللونان الأرجوانيّ والأخضر. كما أنّ الزخارف تطوّرت وبدأت تظهر فيها نماذج أزهار بأسلوب واقعيّ/ طبيعيّ. مع أفول شمس إيزنيق انتقل معظم الفنّانين إلى مدينة كوتاهية (Kutahya). وقسم منهم هرب إلى سوريا وفلسطين، حيث أقاموا ورشات عمل للسيراميك بأسلوب تركي – عثمانيّ الذي كان مميّزا لمدينة إيزنيق.
في الرسم العثمانيّ كثيرًا ما يظهر السلاطين ومشاهد من بلاطهم. وأغراض فنّيّة وصلتنا من هذه الفترة كانت الأوامر الملكيّة "الفرمانات". كما تفوّق العثمانيّون في نسج السجّاد، والحرير والمخمل וברוקד. هذه المنسوجات التي كان يستعملها السلاطين تعتبر فخر الإنتاج والإيداع. من القرن الـ 16 وما بعده نافست المنسوجات العثمانيّة منسوجات البندقيّة والإسبانيّة. كانت مزخرفة بنماذج نباتيّة في الغالب أرابيسكات.